zaterdag 6 februari 2016

Sudanese Hausa symbol **** شعار الهوسا في السودان

Sudanese Hausa symbol

شعار الهوسا العالمي






شعار الهوسا العالمي
Sudanese Hausa symbol
شعار الهوسا العالمي

Sudanese Hausa symbol
شعار الهوسا العالمي

Sudanese Hausa symbol
شعار الهوسا العالمي

Sudanese Hausa symbol
شعار الهوسا العالمي

Sudanese Hausa symbol
شعار الهوسا العالمي

dinsdag 20 januari 2015

الأقاشي السودانية.. وجبة للتسلية ومقاومة الملاريا


الأقاشي وجبة سودانية محلية تنتشر محلات بيعها وسط الأحياء الشعبية والراقية ويقبل عليها الأغنياء والبسطاء على حدٍ سواء وتنافس باقي الأكلات، حيث يحرص جميع السودانيين على تناولها جاهزة من محلات معينة يشرف عليها أبناء قبيلة «الهوسا» ذات الأصول الأفريقية المعروفة.

الأقاشي 
كلمة معروفة في لغة «الهوسا»، تعني الوجبة السحرية وهي عبارة عن شرائح من لحوم الضأن الحمراء، تُترك عدة ساعات في الشمس لتصبح جافة ويتم تتبيلها نحو ساعتين داخل تركيبة من البهارات التي تأتي خصيصًا من أشجار معينة تنمو في المناطق الاستوائية في منطقة بحر الغزال في الجنوب بالقرب من الحدود مع أفريقيا الوسطي، كما تُـوضع الشرائح والبهارات في الليمون الحامض والفلفل ثم تقلب في مسحوق الفول السوداني وتُـوضع في أسياخ على الفحم دقائق معدودة ثم تؤكل مباشرة بالخبز ومعها كميات من البصل وسلاطة الشطيطة الحريفة.
وهذه الأكلة معروفة ومحبوبة لدى أبناء الشمال والجنوب وكذلك شرق السودان وغربه، لكن أكثر الناس إبداعًا في صناعتها هم أبناء جنوب دارفور، خاصة أنَّها من الأكلات المنسوبة لقبائل الهوسا الذين يعيشون على امتداد الحدود مع أفريقيا الوسطى وأوغندا حتى نيجيريا.
وفي مدينة نيالا في جنوب إقليم دارفور تعتبر هذه الوجبة الشعبية التي تجذب الشباب والمتزوجين حديثًا لاعتقادهم بأنَّها تعطي طاقة مضاعفة للجسم خصوصًا أنَّ محلات بيعها تبدأ عملها في الفترة المسائية. فالأقاشي بالنسبة لهم ليست وجبة رئيسية بقدر ما هي أكلة مسلية ومصدر للطاقة والقوة والحيوية.
وفي أحد الشوارع الرئيسية في نيالا، يعتبر إبراهيم آدم 30 عامًا أشهر مَن يقدمون أكلة الأقاشي وهو بالطبع من قبيلة الهوسا أيضًا يقول: «ورثت صناعة الأقاشي عن والدي، حيث كان يعمل في نفس المهنة وكذلك الجد».
ويضيف: «اعتدت العمل في هذه المهنة فأذهب في كل صباح إلى السوق أشتري خلاصة لحم خروف كامل وأحرص أن أعينه بنفسي قبل ذبحه لضمان صغره وقوته ثم أبدأ مباشرة في إعداد البهارات وعمليات التتبيل وتجهيز كميات الفول السوداني اللازمة».
وبعد أن يصبح كل شيء جاهزًا أبدأ المرحلة الأخيرة التي تسبق تقديمها ساخنة طازجة للزبائن الذين عادة يبدؤون في طلبها مع بداية الليل. فبعضهم يفضل تناولها في المحل مباشرة وبعضهم الآخر يطلب تجهيزها لتناولها في المنزل مع أسرته.
وحول سبب الإقبال الشعبي على هذه الأكلة بالذات يقول إبراهيم آدم: «إنَّها وجبة صحية تمامًا فهي فاتحة للشهية، يتناولها كثيرٌ من الناس على أنَّها علاجٌ وغذاءٌ في نفس الوقت».
وعلى الرغم من انتشار محلات الأقاشي في معظم مدن السودان فإنها تزداد كثافة في مناطق دارفور نظرًا لتوافر اللحوم بأسعار مناسبة وبنوعية مميزة عن غيرها في باقي مناطق السودان، كما أنَّ أبناء قبائل الهوسا منتشرون بكثافة في جنوب دارفور.
ولا يقتصر وجود الأقاشي على دارفور، بل في العاصمة (الخرطوم) ومدينة أم درمان، حيث توجد محلات تُقدِّم هذه الأكلة لكن عددها محدودٌ للغاية لذلك تشهد هذه المحلات ازدحامًا بشكل دائم.
واللافت أنَّ أصحاب هذه المطاعم أيضًا من أبناء الهوسا، وتتميز محلات تقديم الأقاشي بالبساطة والتواضع كعادة أهل السودان، حيث يحرص أصحاب هذه المحلات على أن يكون في مكان مفتوح حتى يتسنى لهم وضع عدد من الكراسي والأرائك الخشبية وطاولات صغيرة يوضع فوقها طبقٌ عميقٌ مملوءٌ بقطع الأقاشي، وبجانبه طبقٌ آخرٌ مملوءٌ بالبصل المقطع، وطبقٌ ثالثٌ يحتوي على الشطة الحامية التي يُفضِّلها السودانيون مع مختلف الوجبات.
وحول سبب تعلق السودانيين بالأقاشي يرى الصحفي السوداني، علي إبراهيم، أنَّ لدى كثير من السودانيين اعتقادٌ بأنَّ الأقاشي تضاعف من مناعة ومقاومة الجسم الطبيعية، فيتناولها البعض كعلاج لمقاومة حمى الملاريا المنتشرة بكثافة في مختلف أرجاء السودان، فضلاً عن أنَّ مكوناتها تمد الإنسان بطاقة وحيوية غير عادية خصوصًا في أوقات الشتاء حتى إنَّ كل مَن يُصاب بالبرد والأنفلونزا يلجأ مباشرة لتناول الأقاشي.
ويضيف: «تمثل وجبة الأقاشي بالنسبة لأبناء العاصمة أكلة غير تقليدية، فنبذل كثيرًا من الجهد حتى نعثر على محل يُقدِّم الأقاشي بطعمها الذي يعرفه معظم السودانيين، حيث تكتسب الطعم المميز من البهارات العديدة والمتنوعة التي يضيفها الهوسويون عليها، لذلك لو صنعها وقدَّمها غيرهم تفقد طعمها المميز، كما أن كثيرًا من السيدات حاولن إعدادها بالمنزل لكن لا تصل أبدًا للمستوى الذي يقدِّمها به الصانع الهوساوي».
وحول تفسيره لاحتكار أبناء قبيلة واحدة للأقاشي يؤكد الصحفي السوداني أنَّ الهوسا من القبائل المنتشرة في معظم الدول الأفريقية ومعروف عنهم توارث عادات غذائية وعلاجية عديدة من بينها الأقاشي التي تَـفوَّقوا في تقديمها وعرفوا أسرارها فأصبحت حكرًا عليهم وإذا حاول غيرهم تقديمها لا ينجح في ذلك ويعاني ندرة الزبائن على عكس الهوساوي الذي يبحث عن مكانه معظم السودانيين الراغبين في تناول وجبة شهية من الأقاشي المتميز.

dinsdag 6 januari 2015

حوار مع رئيس حزب الوطن اللواء عمران يحيى في صحيفة الانتباهة

dansudan
في هذا الحوار كشف اللواء الركن «م» عمران يحيى يونس رئيس حزب الوطن أحد أحزاب قوى التحالف الإسلامي عما تخطط له الدول ذات الأجندة الخاصة في السودان من خلال تدخلهم بقوة في قضية أبيي والتي حسب رؤيته لا تحتاج إلا لجلوس مكونات المنطقة القبلية في حوار مفتوح بينهم وصولاً لحل يرضي كل الأطراف بما فيها دولتا السودان وجنوب السودان. وقال عمران إن حكومة جوبا تسعى لعرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام وإن وعوداً وأماني كبيرة تراودها بتبعية منطقة أبيي لها من خلال ما حشد من جهود دولية وإقليمية مطالباً المؤتمر الوطني بالتنازل عن السلطة لبقية الأحزاب ديمقراطياً، فيما أكَّد أنَّ تحالف قوى الأحزاب الإسلاميَّة هي الأحق بالحكم لأنها أحزاب تواثقت حول رؤية واحدة لحكم البلاد عبر الديمقراطية، هذا وغيره الكثير من القضايا التي تلمسها الحوار فإلى نص اللقاء:
> كيف نشأ حزب الوطن السياسي
< حزب الوطن نشأ نتيجة لإحساس بعض الشباب في الولايات كسنار والنيل الأزرق وكسلا، بالغبن لأنهم جزء من المؤتمر الوطني ولكنهم مهمشون وبدون اعتبار ولرد حقوقهم قاموا بإنشاء هذا الحزب. واعتبروا هذا هو المخرج، وإذا ما حالت أي ظروف دون هذا فسوف ينضمون للحركات المسلحة. خوفي من التداعيات التي يمكن أن تحدث لخروج شباب كهؤلاء ولعلاقتي بالأمن رأيت تكوين هذا الحزب واخترنا له اسم «الوطن» لأننا نريد أن نجمع وليس لنفرق. يقوم على أساس المواطنة وحرية استقلال القضاء وندعو لحرية الصحافة لأنها تساعد على الحكم الرشيد الذي يؤدي إلى تطور البلد. وبُني الحزب على ثلاثة مرتكزات وقاعدته موجودة في كل ولايات السودان واسمه يكفي لكي يعطيه القدرة على الانتشار والوجود في كل المناطق.
> رؤية الحزب وقراءته للأوضاع السياسية في الساحة؟؟
< الساحة السياسية الآن تشهد عدم استقرار سياسي مما أدى إلى ارتباك كل الأوضاع في الساحة، فالحزب الحاكم لا يسمع للآخرين، فمن ناحية سياسية هناك ارتباك، أما من ناحية أمنية فما يدور في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ناتج عن سوء السياسات التي أدت هي لذلك. أما الناحية الاقتصادية فهناك معاناة وبعض الأسر لا تملك حق الوجبة الواحدة! الأطراف يا أخي الآن تعاني معاناة شديدة وهذا أدى إلى الفساد الاجتماعي الحاصل اليوم نتيجة للسياسات الاقتصادية المتبعة فصندوق الزكاة والتكافل لا يقومان بدورهما فدائرة المعاناة والفقر كل يوم في انتشار زائد وظل يؤثر على الحياة الاجتماعية وخلافه.
> بالاشارة إلى حديثك، ما هو برنامجكم لمعالجة الوضع الاقتصادي؟؟
< من ناحية الاقتصاد نرى في حزب الوطن أنه لا بد من مراجعة السياسات الاقتصادية كلها، وأمامنا معطيات مثل مشروع الجزيرة فكل البنيات التحتية له قد انتهت، وتحولت الجزيرة من منطقة إنتاج وداعم للاقتصاد، إلى مناطق تحتاج للدعم؟! فإذا ما نظرنا للمناطق المتاخمة لولاية الخرطوم ،سنار والقضارف والنيل الأزرق والنيل الأبيض، لعدم وجود الخدمات المهمة، هجرها مواطنوها، وزاحموا مواطني الخرطوم في الخدمات القليلة جداً وغير الكافية لهم مما أدى إلى الفراغ الراهن، فنحن في نظرتنا الاقتصادية والاجتماعية نسعى لتمدين الريف وليس العكس. لكي يطمئن المواطن هناك إلى أن حياته لا تقل عن مواطن ولاية الخرطوم في شيء. لضمان الإنتاجية التي ينتجها. أما من الناحية السياسية فلا بد من توافق القوى السياسية كلها على الثوابت، والاتفاق على ما اختلف بشأنه ومعالجته.
> وماذا عن رفع الدعم عن المحروقات كمعالجة اتخذت من طرف الحكومة؟؟
< العائد المادي، لهذا الإجراء قليل جداً ولكن أثره غير ملحوظ، فهل الحكومة تستطيع معالجة التداعيات التي سوف تصيب المواطن الذي سيواجه أثر ذلك في نشاطه الاقتصادي والاجتماعي وغيره؟ وهل القيمة المادية لهذه الآثار تساوي المكتسبات التي تهدف الحكومة لتحقيقها من خلال هذه الخطوة؟؟ نحن نعتبر هذه سياسة ذات وجهة واحدة غير شاملة.
> الوضع الآن في المنطقتين «جنوب كردفان والنيل الازرق» ونظرة الحزب لمعالجة قضاياها؟؟
< الانشقاقات الحاصلة لا ننكر أن هناك أجندة لبعض المتنفذين في تلك  النزاعات ولكي تعالج الحكومة تلك الإشكالات فلا بد لها أن تسترد مصداقيتها التي فقدتها ولا بد من رؤية حقيقية للمعالجة. ونحن في حزب الوطن نريد للامور أن تتعالج في إطار الحكومة وألا تجر إلى المعارضة والوطن كفاه ما لحق به، ولا بد من الجلوس للحوار فمهما كانت القوة لا سبيل للمعالجة سوى الجلوس والتحاور حتى لا يدفع الجميع ثمن ذلك.
> معنى ذلك أنكم في حزب الوطن تؤيدون مفاوضة قطاع الشمال؟؟
< ما أريد قوله وتوضيحه هنا أنه ومهما طالت الحرب فلا بد من الوصول إلى سلام وهذا لا يحصل دون الجلوس إلى الحوار فالقوة وحدها لا تكفي. وإذا كان لا بد من الحوار فلماذا لا نبدأه اليوم قبل الغد؟ الحكومة لا تخسر شيئًا إطلاقًا وما نخسره في التنمية أفضل من أن نخسره في حرب، والمواطن السوداني حصيف وواعٍ ويدرك اليوم كما ندرك كلنا أن السلطة غير موجودة إلا في الخرطوم وحتى المؤتمر الوطني فهو غير موجود إلا في الخرطوم وعواصم الولايات التي لها منفعة خاصة مع الحزب، وهذه حقيقة يجب أن يدركها إخواننا في الوطني. فالسلطة معزولة ولكنها عندها مال تستقطب به من تشاء.
> البشير أعلن ان العام 2014 سيكون عام السلام ونهاية التمرد والصراعات القبلية فكيف تنظرون لهذا من ناحية إستراتيجية فكرية؟؟
الإعلان شيء والعمل شيء آخر، فالإعلان لا بد من أن تتبعه إجراءات على الأرض أو في مستوى السلطة.
مقاطعة:
> هناك منابر كثيرة تم الاتفاق عليها للسلام؟؟
< كما يقال إن الحديث عبر المنابر ليس كالحديث على الأرض فالإنسان فيه يسعى للحقيقة المطلقة ولكن في غيره لا يستطيع فما أريد أن أقوله إن الإنسان يحتاج للأمن والسلام الاجتماعي، ورتق النسيج الاجتماعي، وإذا استطعت أن تقهرني اليوم بسلاح لا تستطيع غداً أن تحكمني به لأن السودان واسع. فلا بد من إزالة الاحتقانات التي ترسبت من خلال التسليح الذي تم لبعض الجهات مما أخل بالأمن. فلا بد من نزع السلاح من كل المجموعات التي لا يحق لها أن تحمل السلاح. وعلى المؤسسات النظامية والأمنية أن تقوم بواجباتها على الوجه الأكمل كما ينبغي.
> معنى ذلك أنك ترى أن السقف الزمني المحدد من قبل الرئيس غير كافٍ؟؟
< نعم فالعام 2014م كأننا نراه اليوم فهو قاب قوسين أو أدنى.
> أبيي واحدة من المناطق التي لا يزال جرحها ينزف، فما هي قراءتكم لما يدور فيها من قضايا؟؟
< مشكلة أبيي هي دخول السياسة في مفاصلها، فقد عشت من قبل في تلك المنطقة، وأعرف تمامًا أن العلاقات بين الدينكا نوك والمسيرية كانت متجذرة وكانوا يعيشون مع بعض كأحسن ما يكون ولكن الإرهاصات التي تحدثت عن وجود ثروة تحت الأرض ودخول السياسة، في من يمتلك هذه الثروة أدى إلى دخول المكون الدولي فيها وساعد فيها أيادٍ من الدولتين.
> ولكن القضية اليوم تجاوزت أفقها المحلي والقبلي إلى الدولي وصارت قضية بين دولتين؟؟
< نعم بين دولتين لأن المصالح دخلت فيها وأجَّجتها وجعلتها تكون بين دولتين من خلال منبر ميشاكوس الذي أدى إلى ارتكاب أكبر حماقة في البلد بانفصال الجزء المحبب لنا من السودان. ولكن إذا ما تُركت القضية لأهلها فإنهم قادرون على الحل. فحل قضية أبيي يفرضه المجتمع المحلي للمنطقة.
> القضية وصلت اليوم إلى تحكيم دولي واستفتاء وترسيم حدود، فهل ترون أن برتكول أبيي قادر على معالجة الأزمة؟
< لا يحلها إطلاقاً لأن أبيي وليس رأيي أن تاريخ 1/1/1956م هي حدود السودان المعترف بها سواء كان فيها أبيي أو لا. والمشكلة برأيي مثل كشمير زُرعت لتدخل المصالح الدولية من خلالها.
 > يعني ذلك أن أبيي مزروعة؟؟
< نعم ولا يمكن حلها بحسب الذين زرعوها إلا من خلال تدخلهم، لذلك نحن نشدد على أن نبعد تلك الجهات الخارجية من مشكلة المنطقة ونعيدها لأهلها وأصحابها وأن نهيئ لهم الجو المناسب حتى لا يجر الدولتين للمشكلات العالقة.
> وكيف تقرأون دور دولة الجنوب في تفاقم المشكلة بإصرارها على قيام الاستفتاء في أكتوبر؟؟
< برأيي أن الاستفتاء لن يقوم في أكتوبر بالرغم من دور حكومة جوبا في ذلك، لأنه بحسب الاتفاق أن يتم باتفاق الطرفين، وما تقوم به جوبا أهداف سياسية، تسعى حكومة جوبا إلى تحقيقها من خلال هذه المنطقة. ولا بد للحكومة أن تضع المجتمع المحلي موضع اهتمام.
> السلام في دارفور وما يجري بالأرض هناك كيف تنظرون إليه؟؟
< مشكلة دارفور قديمة، وكما قلت سابقاً إن دخول السياسة في المسألة أجج هذه القضية إضافة إلى المصالح التي زادت من وتيرة الصراعات في المنطقة وكانت المجتمعات تعيش في سلام تام والقضايا تحل وقتها عبر النظام الأهلي ومحاكم العمد لها هيبتها وإضعاف السلطة القبلية أدى لظهور قوة أخرى تتكون من عدة قبائل أصبحت تصارع في السلطة المركزية وتجد في ذلك تأييدًا من الأغلبية هناك. ولحل المشكلة لا بد من جلوس المكون الأهلي في دارفور لوضع إطار مشترك للحل وإذا ما اتفق الجميع وجلسوا في مؤتمر شامل يمكن لدارفور أن تخرج من المأزق الراهن.
> كيف تقرأون مخرجات منبر الدوحة؟؟
< يمكن أن يكون خطوة متقدمة لتسيير وتيرة السلام، لكن لا يمكن أن يحقق السلام بصورة عامة لأن هناك مناطق ما زالت لا تشهد التنمية المطلوبة وما زالت هناك قبائل بعيدة كل البعد عن دائرة الحلول، وبالتالي المؤتمر الدارفوري مهم للغاية لأهمية الأمن في الإقليم.
> رؤيتكم السياسية في أحزاب التحالف الإسلامي لحكم البلاد؟؟
< رؤيتنا في التحالف أنه تكوَّن وفقًا لمرجعية فكرية واحدة ونرى أنه في الوقت الراهن لا سبيل لإصلاح الوطن ما لم يتغير النظام لأن الفساد انتشر في كل مكان ومن الصعب الإصلاح، وهم في الأساس لا يقبلون النصح فماذا نفعل معهم؟ فنحن رأينا أن نتفق لأجل إصلاح الحال وهذا يتم بطريقة واحدة.
> بماذا ستغيرون النظام بالسلاح مثلاً أم بصناديق الاقتراع؟؟
< نحن نسعى إلى تغيير النظام بنظام آخر ديمقراطي ونحن لسنا مع استخدام السلاح نحن ضده، ونتمنى أن يكون التغيير بالحزب الحاكم نفسه.
> كيف؟
< عبر الجلوس للأحزاب والتنازل لها طواعية عن الحكم، وهذا من مصلحته شأء أم أبى فهذه هي سنة الحياة، والتشبث بالسلطة واكتناز المال ليس من شيم الإسلاميين، ويجب عليهم أن يهربوا منها لأن العاقبة كبيرة، أقول هذا الكلام وأنا رئيس حزب وإذا وجدت شخصاً يأخذ عني هذه المسؤولية لمنحتها له.
> الحزب الحاكم الآن له مبادرات مع الأحزاب المعارضة لتشكيل حكومة كبيرة الظل فما هي رؤيتكم لتلك الحكومة المقبلة؟؟
< التشكيل القادم نسمع به ولكننا لم نره ولم يجرِ الحزب الحاكم أية اتصالات معنا في التحالف فهو يجريها مع الأحزاب القديمة والتي كلنا يعرف رأي قواعدها فيها، نحن نتمنى أن يكون التغيير عبر الانتخابات عن طريق دستور شفاف.
> كأحزاب تحالف هل تملكون من المؤهلات والمقدرة ما يجعل منكم بديلاً ديمقراطياً للحكومة الراهنة؟؟
< بكل  تأكيد نملك هذه المقدرات، فالتحالف كجسم لا يلغي الأحزاب المكوِّنة له وإنما تحالفت الأحزاب لكي تكون الرؤية موحدة لكي لا تتجزأ الجهود وتتفرق، ولنا في التحالف رأي في الدستور فلا يمكن أن يكون معبراً لكل مكونات الوطن وبعض أجزاء الوطن إلا من فيها غير متوفر فلا بد من وجود السلام أولاً لكي يعبر الدستور عن الجميع.
> هناك من يرى أن تحالف أكثر من «17» حزبًا تحت رؤية واحدة من المستحيلات، ويقولون ما يمنع هؤلاء من أن يكونوا حزباً واحدًا؟؟
< نسأل الله أن يكونوا حزباً واحداً كما قال هؤلاء، ولكن حتى الآن في التحالف لم نجد تنازعًا فيما بيننا لأن الهدف ليس في من يكون الأول وإنما مبدأنا يختلف تماماً عن تلك الصغائر. وهنا ندعو إلى ضرورة أن تتكاتف كل القوى السياسية والاتفاق على ثوابت والسعي للاتفاق فيما اختلفنا عليه وعلى السلطة أن تعطي الاعتبار لهذه الأحزاب

الهوسا و السودان و التنظيم

dansudan
الهوسا احدي القبائل السودانية العريقة التي تميزت بالتعايش السلمي داخل المجتمع السوداني الا انها لم تتميز بالتنظيم الاجتماعي و الوعي الاداري و السياسي الذي يمكنها من اخذ حقوقها كاملة دون منة من احد.السودان دولة ذات تعدد عرقي و ثقافي فهنالك الاثنيات الافريقية و العربية الا ان جميع الانظمة السياسة التي حكمت البلاد ومازالت تحكمه نجد ان توجهاتها تنصب تجاه التوجه العربي دون المساواة في التوجه مابين الافريقي و العربي لذا نجد ان القبائل الافريقية لم تنل حظها الكامل في ادارة البلاد الا علي استحياء.


علي مر تاريخ السودان و بالرغم من اعداد الهوسا في السودان يمثلون رقم مقدر في تعداد السكان الا نهم لم يقوموا بتنظيم انفسهم لعل الاسباب التي ادت الي عدم التنظيم تكمن في ان كوادر الهوسا المثقفة والمتعلمة لم تعر الامر اهتماما الا بعد ظهور النعرات العنصرية البقيضة التي ادت الي تمزيق النسيج الاجتماعي و حالت دون توحده .لقد كان في ماضي الزمان تقوم الحكومات باختيار زعامات من الهوسا وتعينهم علي رؤوس القبيلة وكانت مهامهم تقتصر فقط تنفيذ مايمليه عليهم النظام الحاكم الا ان افراد قبيلة الهوسا وعو الدرس تماما وقالوا يجب التوقف الان من التبعية و الوقوف ضد من يعملون لذاتيتهم وانتماءاتهم الحزبية الضيقة ممن يسمون انفسهم بالهيئة القيادية لابناء الهوسا بمعاونة النظام الحاكم الذي لا يؤمن بالعمل الديمقراطي , ومن هنا نوجه كل ابناء الهوسا الشرفاء ان لا يقفوا امام هذه القيادات الانتهازية لان قضايا الهوسا لا يمكن ان تعرض كسلعة في الاسواق لذلك قاموا جزء من افراد القبيلة بتفريغ انفسهم للعمل علي رفع شان القبيلة و تنظيمها و لهم التقدير و الاحترام فقد ظل هؤلاء طيلة الفترة الماضية يكرسون جهدهم في اخراج رؤي تنظيمية تحدد من خلالها تنظيم الهوسا و معرفة حقوقهم و واجباتهم الوطنية فدرجو علي اقامة اجتماعات حتى في عام 2011 نتجوا فكرة تاسيس رابطة ابناء الهوسا في اوروبا مقرها في امستردام و في عام 2013 توسع العمل من المفهوم الضيق الى المؤسسة الدولية السوانية لقبائل الهوسا { الهوسا و البرنو و الفلاتة } في المهجر و مقرها في امستردام في الختام نقولوا لابناؤنا في جميع ولايات السودان حان الاوان ان ينظموا انفسهم لكي نعملوا بجد و اخلاص ونترك انتماءاتنا الحزبية الضيقة من اجل قبائلنا الثلاثة نحن منهم وهم منا لذا نسعي سويا لتحقيق امالهم و طموحاتهم و الله المستعان

مجتمعات الهوسا في تشاد ..... دكتور حسن مكى


احداث دارفور بما حملته من مآسي والام واشكالات، دفعت النخب وغيرها لفهم ما يجري، فانعقدت مؤتمرات وصدرت كتب، على اثر التغطية الاعلامية الرهيبة التي احاطت بالحدث، خصوصاً ان من احضروا الاسلحة ورسموا الخرطة واعدوا الهندسة للفتنة، احاطوها كذلك بالحضور الاعلامي فتزامنت الطلقة النارية مع الطلقة الاعلامية وبينما استقرت الطلقة النارية في اجسام سودانية استقرت الطلقة الاعلامية في العقل والوجدان العالمي، فاصبحت دارفور حاضرة وشاخصة في المخيلة والوجدان. 
وكغيري فقد شغلت بنبأ دارفور ونبأ ما وراء دارفور وهذا الكتاب يعالج قضايا هجرات شعب الهوسا في تلمسه لطريق الحج وكيف ان هذا الشعب اسهم في التجارة والثقافة والسلام والامن ما بين محور السودان الغربي وعماده كانو وانجمينا ودارفور، ومحور السودان النيلي. وان واسطة العقد كانت دارفور، وتبدأ الدراسة بتحديد منطقة الهوسا والتي هي تخوم ممتدة ما بين النيجر ونيجيريا ومساحتها 75 الف ميل مربع وانه في وقت اجراء الدراسة اي في عام 1969 - 1970 كان هناك 15 مليون هوساوي في نيجيريا و 5،1 مليون هوساوي في النيجر بالاضافة الى الهوسا في التيه اوالغربة في تشاد والسودان والحجاز الخ. 
تعريف الهوسا: 
ويعني مصطلح هوسا لغة الهوسا وهي لغة شادية، اكتسبت عبر السنين الاف المصطلحات العربية، وتختلف النظريات حول الجذور التاريخية لاصول الهوسا ما بين من ينسبهم الى هجرات من الشرق الاوسط او الى تكتلات سكانية افريقية زنجية، وما يهم في هجرات الهوسا انها اسهمت في تكوين تاريخ وثقافة تشاد وغرب السودان. 
ودخل الهوسا تاريخ المنطقة بشدة بعد جهاد الفوديين في مناطق الهوسا بقيادة الشيخ عثمان دان فودي الذي حكم من مدينة سكوتو وتوفى في 1813م. وكانت خلافة سكوتو محاولة رائدة لتطبيق الشريعة و النظام الاسلامي في غرب افريقيا. وتقبل الهوسا حركة الشيخ عثمان وناصروها مما ادى الى امتزاج الهوسا بالفلاني واكتساب الخصائص المشتركة بما فيها اللغة مما شكل صعوبة في التمييز بينهما. 
المؤثر الغربي في اسلام السودان: 
والى حين من الدهر، تركز الكلام في اسلام السودان، على اشعاع المحور النيلي، الذي يستمد مكوناته من مصر الحجاز والعالم الاسلامي الشرقي في تجاهل للمؤثر الغربي في تشكيل الذات السودانية، وقد تلمس هذا الكاتب ذلك جزئياً في تشريحه لمكونات العقل التشادي والدارفوري. 
وتركز جوهر بحث الكاتب، في استقصاء الروايات الشفاهية في عمل ميداني شاق وسط مستوطنات الهوسا في تشاد وعلى الاخص في انجمينا وابشي. 
وتوافقت ظروف العمل الميداني، مع تطورات القتال في الثورة التشادية والتي لم يشارك فيها الهوسا الا انهم اثروا وتأثروا بتأثيرات الحرب الاقتصادية والتجارية وتحتضن انجمينا ما يعادل 30% من هوسا تشاد. 
ويلخص الهوسا تجربتهم التاريخية القائمة على الاغتراب في المثل القائل «الغريب رجل اعمى له عينان». ويستمد الهوسا خصوصيتهم في المدن التشادية كغرباء وتجار اصحاب اموال ومسلمين ملتزمين ومستوطنين قدامى واصحاب تجارة متجولة، حيث كونت التجارة العابرة للحدود شخصية الهوسا التجارية وارتبط الوجدان والنسيج الاجتماعي للهوسا بطريق الحج ما بين دارفور والمدينة واصبح للهوسا مسار دائري من طرابلس الى بولاق التكرار الى الحجاز ومسار آخر عبر دارفور الفاشر وكردفان ثم الجزيرة الى البحر الاحمر. 
قراءة في احصائيات الحج لعام 1970: 
وحسب احصائيات الحجاج الافارقة لعام 1970م فقد جاءت نيجيريا في الصدارة بنسبة 24 الف حاج وتليها مصر ما يزيد من 13 الف حاج ثم المغرب حوالي 7 آلاف حاج ثم الجزائر حوالي 6 آلاف حاج والفائدة ان نسب معتبرة من الحجيج النيجيريين من الهوسا مما قد يجعل حجاج الهوسا وحدهم اكثر من الحجيج المصريين في ذاك العام. 
ويشير الكاتب الى اشتهار كتاب الفقيه محمد بيلو وسط حجاج غرب افريقيا والمسمى «تنبيه الرافد لما يعتري الحج من مفاسد». علما بانه لم ترصد المراصد، اي امير فلاني في الحج، الا بعد الثلاثينات بعد دخول الخطوط الملكية البريطانية لنقل الحجيج و لكن ما اكثر كبراء وامراء الهوسا الذين ادوا الشعيرة. 
واشار الى ذلك ترمنجهام قائلا:« ان طرق غرب افريقيا حملت مخاطر جمة نتيجة للحروبات والغزو الاستعماري ولم يكن وارداً ان يقوم زعيم ديني معتبر بمغامرة اداء الحج ولكن لكل قاعدة استثناء ولاحظ برون broone وجود مواطني غرب افريقيا في نهاية القرن الثامن عشر في دارفور وكردفان حتى الشرق، علما بان اثرياء الفور كانوا يحجون عبر طريق الاربعين. 
كما برزت اسطورة ان العصر عصر المهدي وتزامن ذلك مع الجهاد في مناطق الهوسا وكان الشيخ دان فودي يعتقد ان غزواته هي الشروط الموضوعية المطلوبة لتأهيل الزمان والمكان لاستقبال المهدي الذي سيظهر في المحور النيلي مما ادى لهجرة واسعة في اتجاه النيل والحجاز. 
المزيد حول نبوءة منسوبة للشيخ دان فودي: 
مما نسب الى الشيخ عثمان ان الهجرة الى المهدي ستأخذ طريق بوجو الى مسيهاكوم ثم الى سارا، ثم ساروا ثم واراشي ثم بوسو ثم الى تلال كاجوم - ثم تلال كيجا ثم تلال زرافة ثم الى رواحي ثم الى ديجا ثم الى كاي ثم النوبة ثم مناجم الذهب حيث يوجد 99 جبلاً - وكتب الاسماء بحروفها العربية وعلق الشارح قائلا انه يعرف ثلاثة منها وهي فازوغلي، فافجول وفانكجول وبعد يومين من السفر نصل الى النيل المسيحي. 
وربما تكون الاشارة لارض المعدن او حفرة النحاس ومع مرور الاشارة الى النوبة الى انه لم ترد اشارات الى الفاشر او الابيض. وشاعت بعد ذلك اسطورة ان كل المسلمين سيلتقون في مكة في 1400هـ الموافق 1980م. 
وبرزت قصة امير المؤمنين محمد الطاهر الذي هاجر في رفقة بضعة الاف من اتباعه الى سودان المحور النيل ولكنه قتل في معركة يورمي على يد الانجليز في عام 1903م بينما واصل ابنه محمد بيلو ما يرنو هجرته التي تأسست عليها مستوطنة ما يرنو الحالية في سنار. 
كما شاع ارسال الجواسيس من قبل خلافة صوكتو الى دارفور ووداي منذ ايام السلطان محمد بيلو لتتبع اخبار ظهور المهدي وبرزت ظاهرة المدن المتحركة لانتظار خروج المهدي او الحج او تقوية لاسباب الهجرات الاقتصادية اما في اوساط الهوسا، فقد تركز نشاطها حول الحج ومحبة الحجيج ونظم الحج، وجغرافيته وايدلوجيته وسبل تقوية بناء سياسي مناسب لذلك في اطار ثقافة مادية ولغوية، لان رحلة الحج ارتبطت كذلك باستخدام الارض وصراعاتها وكسب الرزق في هذه الرحلة الطويلة التي ربما استغرقت العمر كله، لذلك يقوم الحاج بتوزيع تركته وكتابة وصيته ويسلم امره للفقيه وكان وجود الفقيه يمثل صمام امان الرحلة للقافلة لانه كرجل مبارك لا ينهب وانما يسمح له ببلوغ مأمنه عبر ابشي ودار صليح والفاشر والنهود والابيض ود مدني ثم على النيل ثم الى سواكن او غيرها. 
وسط حروبات القبائل ومجموعات قطاع الطرق والنهب. وادي بروز دولتي رابح فضل الله في بورنو ووداي ودولة علي دينار الى خلق ظروف جديدة ادت احياناً الى تغيير طريق الحج مما يحتاج الى دراسة تفصيلية. 
الجيوش الاوروبية تملأ الفراغ في غرب افريقيا: 
مثل رابح فضل الله العدو الاول والتحدي الكبير امام القوات الفرنسية الساعية لربط امبراطوريتها في شمال وغرب وافريقيا الاستوائية. بينما مالت بريطانيا لمغازلته. ولكن عزمت فرنسا على استئصاله، بعد ان قتل القائد الفرنسي كرامبل وشتت جيوشه، لذا عمدت فرنسا الى تجميع جيوشها من انحاء الامبراطورية الفرنسية الافريقية «الجزائر وداكار وبرازفيل»، حيث التقت برابح فضل الله في معركة كسري الشهيرة على انهار شاري في الكميرون وعلى بضع اميال من انجمينا الحالية في 22 ابريل 1900م، حيث هزم رابح واغتيل ولكن كذلك بعد ان قام باغتيال قائد القوات الفرنسية لامي الذي سميت انجمينا باسمه «فورت لامي». 
مؤثر نيلي اسمه عبد الكريم في وداي: 
كثير من السودانيين، لا يعرفون مؤسس دولة وداي في القرن السابع عشر هو نازح نيلي اسمه عبد الكريم مثله مثل احمد المعقور مؤسس دولة الفور ولكن نجهل الكثير كيف استطاع هذا الفقيه النيلي المنسوب لقبائل الجعليين او البديرية ازاحة الاسرة التنجورية الحاكمة، وان اتفقت الروايات على بركته وبسطه للاسلام وتأسيسه للعاصمة في وارا. 
وما نعرفه ان خليفته عبد الكريم الثاني او عبد الكريم صابون 1803 / 1813 وسع التجارة وحدود المملكة وجاء على نقيضه خليفته يوسف 1813 / 1839 الذي قيد التجارة واضطهد الناس ولكن اضطر خلفاؤه لاعادة المملكة لسيرتها الاولى في فتح الحدود للتجار والحجاج والسياح واقامة الصلات مع السنوسية في ليبيا. 
ومنذ ايام السلطان صابون جاء الجلابة من دنقلا عبر دارفور وتمثلت التجارة في الصمغ العربي والعاج وريش النعام وتمر الهندي والجلود والعبيد واصبحت الفاشر عاصمة دارفور نموذجاً في استقبال الحجيج والتجارة بالنسبة لوداي. ومنذ ذلك الوقت حوت الحوليات صراعات الفلاني مع المساليت والمساليت مع غيرهم من ا لقبائل البدوية الافريقية التي تمثلت الاسلام فاصبح يطلق عليها قبائل عربية.
وحينما وصل الرحالة الشهير التونسي الى وداي وجد الفلاني يتخاطبون باللغة الهوسوية. 
وشقت الطريقة التجانية طريقها الى دارفور في شخص عمر جانبو الذي اصبح في حاشية السلطان علي دينار ومؤثراً مثله مثل والد الخليفة عبد الله التعايشي الذي جاء من منطقة لا تزال مثيرة للجدل في غرب افريقيا وعاش وسط التعايشة في جنوب دارفور. 
وبرزت في السودان الوسيط كذلك السنوسية واستطاع السيد محمد شريف «1858 / 1835» تحجيم وداي وتأسيس مدينة ابشي الحالية ثالث المدن التشادية في 1850 وجاء توسع السلطان محمد شريف نتيجة للمساعدات التي قدمها له سلطان الفور محمد الفضل كما انتبهت وداي في هذه الفترة الى مركز فيها ما بين كانو والخرطوم، وبن غازي ومامبو وسعت كل من المهدية والسنوسية لكسب ود وداي كما ارتبطت تجارة وداي مع تجارة واو وراجا وكافي كانجي وظلت العربية هي لغة التجارة والحضارة والعبادة في كل منطقة السودان والوسط. كما ظلت دارفور هي مأوى اللاجئين السياسيين من كل المنطقة الممتدة ما بين كانو والخرطوم. 
وفي اطار ذلك تجئ اسطورة الحاج بابا علي «babalay» الذي نجح في مد خطوط التجارة الى الفاشر وابشي وجاء بفقهاء للتعليم في ابشي وبني اول مسجد في ابشي، كما برزت في ابشي الطريقة القادرية التي اسسها آل الكنتي الذين جاءوا من تمبكتو وامتدت آثارهم الى دارفور، وكان متوسط الحجيج الذين يدخلون ابشي/ دارفور في الستينات في حدود ما بين 11 الف الى 17 سنوياً - غير القادمين للتجارة والهجرات الاخرى. 
بقايا جيش رابح يشكلون اساس السلطة: 
ومن سخريات الاقدار ان الاستعمار الفرنسي لم يجد الا ان يرتكز على بقايا اعوان رابح بعد اغتياله في تثبيت اركان ادارتهم حيث اصبح شيخ عمر كورا رئيسا على ديكو dikwa والهوساوي المعلم هارون على جنب البحر في فورت لامي والمعروف ان جيش رابح دمج الكانوري - البرنو - البارما والكوتكو وعرب شوا والتعايشة والباندا وقريش وعلى هؤلاء قامت مدينة انجمينا الحالية. وتكشف احصائيات مدينة فورت لامي «انجمينا» لعام 1911 الوضع الديمغرافي «السكاني للمدينة» حيث جاءت الخريطة العرقية للمدينة كالآتي: 
العرب 669 
الباندا 307 
البارما 80 
البوا 43 
الفلاني 60 
الفور «جلابة» 34 
الحداد «هل هم زغاوة» 81 
هوسا 80 
كانوري «برنو» 606 
كوتكو 80 
قريش 21 
نيلليم 205 
ساراكاب 313 
سارما ماينجاي 184 
جنود سنغاليين 121 
الجميع 148،3 
ولعل الوضع الديمقرافي الحالي لانجمينا يعتبر انقلابا، مقارنة باوضاعها في عام 1911م ومن المؤكد ان ذات الشئ حدث في دارفور واذا كان في خلال سبعين سنة تضاعف عدد الهوسا فقط في انجمينا من قبضة يد من العائلات الى بضعة آلاف فكذلك الحال في دارفور مع مكونات غرب افريقيا. 
واذا كان الانتماء الى الهوسا ليس مجرد مناسبة عنصرية وانما انخراط في مسار تربوي واجتماعي فكذلك الامر والمسار لاكتساب عضوية الانتماء لدارفور. 
الاسلام بين تشاد ودارفور: 
تترواح التقديرات المعاصرة لمسلمي تشاد ما بين 75% الى 45% من مجمل السكان وربما كان 65% تقدير مناسب. وكما هو الحال في انحاء افريقيا، فان انتشار الاسلام، جاء نتيجة للتجارة والحج والتعليم وبروز ممالك اسلامية في المنطقة - ولكن دارفور هي صومال افريقيا الاخرى، حيث ساد الاسلام وسط الجميع، كما يتبارى الدارفوريون والصوماليون، بوجود اكبر نسبة من حفظة القرآن وسطهم على مستوى العالم الاسلامي، ودخل الاسلام في حوض تشاد منذ القرن الرابع عشر الميلادي على يد الدعاء والقبائل العربية مثل حسونة وجهينة وتوطن العرب كمزارعين ورعاة. وارتبطت مراكز الاسلام حوض تشاد ودارفور بالمراكز الاسلامية في كانو وطرابلس والكفرة والمدن النيلية والساحلية على البحر الاحمر، واذا ما مثلت افريقيا ما وراء الصحراء حدوداً رئيسية في العالم الاسلامي لحركة المد الاسلامي فان تشاد ودارفور تمثلان المركز لهذا القطاع من دار الاسلام بتقاطعها مع اعماق افريقيا وجوارها لشمالها، مما ادى الى ان تكون مسرحاً للتجاذبات الحضارية والدولية ومختلف تأثيرات الاسلام المتبادلة غرباً وشمالاً. كما اصحبت حركة الاسلام في هذه المنطقة مستوعبة للافكار الجديدة في العالم الاسلامي ومرتبطة بما فيه من حراك «سنوسية، مهدية، مغاربية، صوفية، حركات اسلامية معاصر الخ». 
مراقبة ورصد الاسلام في تشاد ودارفور: 
دلت التجربة التاريخية على عدم القدرة على حجب الاسلام عن تشاد وجوارها فكان البديل هو المسح والرصد والاحتواء وادي طريق الحج وايدلوجية الحج لوحدة الحراك السكاني القائم على التطهر ووحدة الهدف الى اشعاعٍ تضاءل تأثيره بمجئ الطائرة والنقل الحديث. 
وقامت السياسة الفرنسية تجاه الاسلام في غرب افريقيا، ان الاسلام رسول حضارة وتوحيد وتجارة وتعليم ولكن يوازي ذلك الخوف من الاسلام كاساس للمقاومة والانعتاق من الاستعمار. و ظلت هذه الازدواجية شاخصة في الذهنية الاستعمارية، فمن ناحية العقل الاسلامي ذكي وماهر ومخلص للعمل والتجارة ولكن كذلك الاسلام يرفض الخنوع للكافر والمحتل علماً بانه يمكن تطوير عقلية اسلامية قابلة للتعايش وسط المغيبين وغير المنتبهين لمطلوبات سلامهم. 
سعت الادارة الاستعمارية، لتقوية النزاعات الاسلامية المحلية وتقوية النعرات العرقية والاثنية داخل الاسلام بدعم المساجد المحلية التي تخدم عرقيات بعينها كما عملت على اضعاف الرابط الثقافي مع نيجيريا والنيل والشرق الاوسط وعلى سبيل المثال، فحينما وصلت شحنة ملابس مصرية، بعد الحرب العالمية الثانية تحمل صور محمد نجيب الى انجمينا عام 1953م تم تدميرها لايحاءاتها الثورية. 
ظلت السلطات الفرنسية تحتفظ بسجل لكل شخصية دينية وكل حاج هام يمر بالمنطقة، كما حرصت على تقييد حركة الحجيج من السنغال حتى انه من عام 1906 الى 1911 ذهب فقط 11 سنغالياً للحج. وفي 1958م ومن اصل الاف الحجاج العابرين من غرب افريقيا كان فقط 46 من النيجر. 
في الخمسينات، كانت هناك فقط اربعة مساجد في انجمينا للجمعة بالاضافة الي الزوايا وكانت هناك 23 زاوية للكانوري «البرنو»، 6 للهوسا، الوداي، الجلابة وواحد للعرب وواحد للسنغاليين ومجموعها 36 مسجداً وزاوية، ويبدو ان 90% من سكان انجمينا مسلمين وكانت نسبة البرنو لكل مسجد 1/ 237 بينما عند الهوسا 1/133. 
وفي مسح عام 1947م للخلاوي برز ان هناك 80 خلوة وان معظم مدرسيها جاءوا من نيجيريا ومناطق البرنو والهوسا. 
وبينما كانت هناك فقط 7 مدارس اولية في كل من تشاد وتضم ما لا يزيد عن خمسمائة طالب كانت المدارس القرآنية تحتوي اكثر من الف طالب في انجمينا وحدها، وتكشف الخرطة الدينية عن وجود السنوسية والميرغنية والقادرية والتجانية والمهدية وبدأت التجانية منذ عام 1901 وكان اسلام رئيس القبيلة يعني اسلام كل القبيلة. وحينما تم تدشين الارسالية اليوسوعية في 1949، توافق ذلك مع دخول قرابة الستين الف في دين الاسلام. ومن الغرائب ان شطارة الهوسا في التجارة دفعت بعض علماء الاجناس لتصنيفهم من اصول يهودية وذات الشئ على الزغاوة. 
ويلام شمال السودان احياناً على تجارة الرقيق علما بانها كانت شاخصة في كل غرب افريقيا ولكن لاسباب تتصل باحياء الحقد والكراهية للمحور النيلي تم التركيز على المحور النيلي، حيث حتى النساء من الهوسا وغرب افريقيا شاركن في تجارة الرقيق التي تتضاءل سجلاتها مع وارد السودان النيلي. 
الحنين الى المهدية وظهور الاسلام: 
ما يزال يراود الذهن الغرب/ افريقاوي الحنين الى فكرة مجدد الدين، المهدي، وفي الفترة 49/1952م - هاجر قرابة 14 الف من الفلاني طلباً لرايته في السودان وتوطنوا في سنار ومن الظواهر ان ثقافة الهوسا تطغى في محياهم فيصبح المحيط هوساوياً بالكلام والزواج والاستيعاب، مثلهم مثل الجلابة الذين جاءوا من دنقلا ونواحيها وعمروا السلطنات الاسلامية من دارفور حتى سكوتو واستطاع الجلابة الامساك بسر التجارة وتجاوز الهوسا، لانهم دخلوا التجارة كشراكات وكان سر تجار انجمينا في عام 1911م من برنو - وما يهم فقد كانت تشاد بالنسبة للهوسا والفلاني وغيرهم منطقة عبور للسودان وليس في تشاد وجوارها مستوطنة للهوسا تعادل حجمهم في الجزيرة في السودان، التي عملوا فيها لعقود وبدأت الادارة الاستعمارية في تشجيعهم منذ العشرينات حتى لا تستخدم ايدي عاملة مصرية - وقد عملوا كعمال زراعيين وحلاقين وجزارين واصحاب حوانيت وصيادي اسماك الخ. 
لقد ذهب طريق الحج متلاشياً وتقلصت معه التجارة والمنافع وزادت العطالة مع ازدياد السكان وتلاشت كذلك ثقافة السلام مع تلاشي ثقافة الحج وتلاشي الموارد. وتمثلت ثقافة الحج في بناء المساجد والزوايا والتكايا وتمثل الخطاب الديني العابر للحواجز السياسة.. والعرقية وكذلك في الزواج والخدمة وتبادل الخبرات وتقاطعت الهجرة والاستيطان والحياة المجتمعية مع الارتباط بالحجاز وارسال الكسوة لتخلق نمط حياة خاص وايدلوجية اساسها الحج عبر غرب افريقيا حيث اعطى الدين متمثلا في الحج للسفر والرزق ووحدة الهدف ومثل الحجيج والدعاة طلائع للتثاقف والترابط الروحي والاجتماعي ولكن اليوم بما فضل معظم هوسا التوطن في السودان على العودة لنيجيريا او تشاد مما مثل ضغطاً على الموارد ومهما يكن فان دارفور جديرة بان تكون بحيرة سكانية افريقية قائمة على التعايش والمحبة والعيش المشترك ونموذجاً لافريقيا الجديدة نأمل في ذلك. 
ولعل البديل لطريق الحج الذي ادي للسلام والثقافة واستكمال اسلام دارفور طريق انقاذ غربي يصل ما بين الفاشر وكانو من ناحية والفاشر والابيض من ناحية والله اعلم. 
والسلام

الوطن) في حوار مع رئيس « حزب الوطن» اللواء الركن «م» عمران يحيى يونس

dansudan

«خطاب الوثبة الوطنية» بنقاطه الأربع ستكون نتائجه جيدة إذا صحبه الحوار الجاد نحن ندعم قيادة الدولة إذا كانت النية إخراج الوطن من المتاعب
نشر في الوطن يوم 09 - 02 - 2014

قبل عدة أشهر التقيته باللواء ركن عمران  يحيي يونس بدار حزب الوطن بام درمان في سوق ليبيا لقد  لمست من الرجل انفعالاً بقضايا الوطن والمواطن وحرصاً شديداً على حل مشاكل السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن خلال الحوار معه لمست أيضاً حرصه على السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني وقد أهداني كتيباً تعريفياً عن الحزب الذي يرأسه »حزب الوطن« وقد وجدت فيه تفصيلاً للقضايا التي أثارتها »جلسة الحوار معه« وقد وجدت فيه إجمالاً لكثير من القضايا التي تحتاج للتفصيل في حوار يطالعه قراء صحيفة »الوطن«
عصر الخميس الماضي كان حواراً مع اللواء »م« عمران يحي يونس الذي ينتمي للدفعة »31« بالقوات المسلحة والذي تقاعد منها في العام 2010م.
التقيته وفي ذهني عدد من القضايا التي أثارها ذلك الحوار بمكتبه بدار الحزب بام درمان قبل عدة أشهر والذي تحتاج بعض محاوره للتفصيل.
فكان هذا الحوار مع رئيس حزب الوطن والذي لم يخلو من سخونة في بعض أجزائه من خلال بعض أسئلته وبعض إجاباته.
حزب الوطن من أجل الوطن
* سألته : لماذا حزب الوطن .. هذا الاسم له دلالة عميقة هل يستطيع حزبكم الإيفاء بمطلوبات ذلك ؟
أجاب وقد ارتسمت على وجهه نصف ابتسامة :
حزب الوطن تأسس في شهر أكتوبر 2012م ويقوم الحزب على أساس المواطنة فهي الأساس الذي تنبني عليه الحقوق والواجبات .. فالتلازم بين الحق والواجب واستقلال ونزاهة القضاء وتنزيل وثيقة الحقوق الحريات للواقع وحرية أبداء الرأي، والصحافة كلها مدخلات مهمة لخلق شخصية »مواطن صالح« ووطن قوي عملاق لذا أسمينا حزبنا ب»الوطن«.
* سألته مقاطعاً : ولكن تردد أن حزبكم تكون من مجموعة »مغضوب عليهم« من المؤتمر الوطني الذين رفضوا »بندول الدكتور نافع« وترشحوا مستقلين في انتخابات عام 0102م وخرجوا على الحزب ..؟
- أجاب مقاطعاً:
صحيح أن عضوية ونواة تأسيس الحزب من المستقلين الذين كانوا ضمن عضوية المؤتمر الوطني وترشحوا في انتخابات 0102م ضمن المستقلين ومن معظم الولايات وخاصة ولاية الجزيرة وسنار وكسلا والقضارف.
* سألته »مقاطعاً«:
معنى ذلك أن حزبكم قام على رد فعل ..
- أجابني مقاطعاً:
إن أهداف حزبنا لا تختلف عن الأحزاب السياسية الأخرى الموجودة في الساحة ، ولكن ترتكز أهم الأهداف في الاهتمام بالأطراف ومناطق الأنتاج والزراعة وخاصة مشروع الجزيرة.
* سألته مقاطعاً:
ولكنك سعادتك لم تجب عن سؤالي السابق ؟
- أجاب مقاطعاً:
نحن حزب الوطن من أجل »قضايا الوطن« كل الوطن والآن حزبنا له عضوية في كل أنحاء السودان .
الاتهام بالقبلية مردود
* سألته : هناك اتهام أثير بشأن حزبكم بأنه ارتمى بكلياته من حيث أشخاصه وأهدافه وبرامجه في القبلية ما مدى صحة هذا الاتهام ؟
- أجاب قائلاً وقد تغيرت بعض ملامح وجهه:
لقد سمعنا بعض الناس يتهمون الحزب بأنه قبلي فأنا ابن المؤسسة العسكرية وقد انتخبت رئيساً لهذا الحزب في المؤتمر التأسيسي ، فلا يمكن أن يصل الشخص لرتبة اللواء وهو يتوشح رداء القبلية ..
ولا يوجد تطرق لقبلية في الحزب والحزب مفتوح لكل من يرغب في الانضمام إليه .. أنا شقيقي الأستاذ عمر يحيى ضمن عضوية المؤتمر الوطني فإذا كان حزبنا قبلياً لانضم إليه مناصراً لأخيه ولكن هذه افتراءات من البعض بسبب الغيرة السياسية.
ندعم قيادة الدولة :
* قلت له : دعنا ندخل في محور مهم من محاور هذا الحوار .. ما هو رأيكم في الخطاب الأخير للسيد رئيس الجمهورية ؟
- أجاب قائلاً:
في البدء لا بد من تنبيه مهم أننا في حزب »الوطن« لم تصلنا دعوة من المؤتمر الوطني لحضور خطاب السيد الرئيس ونحن نسمع بأن الدعوات قدمت لكل القوى السياسية ويحتمل بأننا في حزب الوطن لا نعدّ من القوى السياسية .. فلماذا هذا التجاهل لنا من المؤتمر الوطني ؟ وفي تقديرنا أن ذلك جزء من تجاهله لبعض الأمور والقضايا إلى أن تصل إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
* سألته مقاطعاً: لماذا هذا التحامل على حزب المؤتمر الوطني وقد طرح رؤية جديدة لحل كل قضايا الوطن؟
- أجاب قائلاً: منذ تأسيس حزبنا لم نسع إلى عداوة حزب المؤتمر الوطني لأن حزب الوطن هو حزب وفاقي ويسعى إلى التوافق مع كل القوى السياسية والاتفاق على الثوابت الوطنية ..
ويضيف قائلاً:
دعنا أخي نتجاوز هذا الأمر فمن أجل الوطن يهون كل شيء ، أما عن رأينا في خطاب السيد الرئيس فأن الإرهاصات التي سبقته رفعت سقف توقعاتنا وكنا نتوقع أكثر مما ذكر في الخطاب ورغماً عن ذلك فإن النقاط الأربع التي جاءت في خطاب الوثبة الوطنية إذا صاحبها الحوار الجاد فإن النتائج ستكون جيدة ..
أما إذا كان التعامل معها للاستهلاك وإضاعة الوقت فإن نتائجها ستكون وخيمة.
لذا فإننا ندعم قيادة الدولة للمضي قدماً نحو الإصلاح الشامل ، فالتغييرات التي تم إجراؤها في هيكل الحكومة وخاصة في حزب المؤتمر الوطني قد أحدثت حراكاً في الساحة السياسية فنحن في حزب الوطن هنأنا الذين نالوا ثقة الرئيس ودعونا الله تعالى أن يوفقهم لما فيه الخير للوطن والمواطن.
ودعونا القوى السياسية لدعم قيادة الدولة إذا كانت النية إخراج الوطن من المصاعب التي تواجهه سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية ، ودعونا أيضاً الحركات المسلحة إلى نبذ العنف والانحياز لنداء السلام ، وأيضاً القبائل التي تقاتل بعضها في دارفور مساعدة الجهود التي تبذل من قبل القيادات الرسمية والأهلية من أجل رتق النسيج الاجتماعي ونجدد دعوتنا هذه أيضاً في هذا الحوار.
نزاهة الانتخابات مطلبنا
* سألته : تبنيتم في حوار سابق لكم في صحيفة الانتباهة في شهر سبتمبر الماضي رأياً ينادي بتنازل المؤتمر الوطني عن السلطة .. هل ما زلتم عند هذا الرأي بعد الإصلاحات التي تمت أخيراً؟
- أجاب قائلاً:
نرى ضرورة قيام حكومة انتقالية لأن النزاهة في العملية الانتخابات لا تتم إلا عبرها وحتى إذا كانت العملية الانتخابية نزيهة في ظل الحكومة الحالية فسيرى الآخرون أنها غير نزيهة لذا فالحكومة الانتقالية ، حتى ولو تم تأجيل الانتخابات ستفند أي ادعاء بالتزوير.
ويضيف قائلاً: سيخوض حزبنا الانتخابات القادمة إذا تم تعديل الملاحظات التي أثيرت في الورشة التي انعقدت من أجل مناقشة قانون الانتخابات حتى إذا لم يتم تشكيل حكومة انتقالية فما لا يدرك جله لا يتركه كله.
الإجماع على الدستور مطلوب:
ويستدرك قائلاً:
في تقديري أن إقرار الدستور الدائم للبلاد أمر ضروري لإخراج الوطن من هذه الدوامة ، ولكن السعي للسلام وانضمام الجميع يقوي الدعوة لدستور دائم يجد الجميع فيه أنفسهم ، وإقرار الدستور في غياب البعض يعطيها المبرر لانتقاده حتى ولو كان مبرأ من كل عيب.
مشاركة الجميع في السلام
* سألته : في الكتيب التعريفي بحزب الوطن هناك رؤى قيمة في مسألة السلام .. كيف تنظرون للحوار الذي تعتزم الحكومة إجراؤه في الأيام المقبلة مع قطاع الشمال بخصوص المنطقتين؟
- أجاب قائلاً:
المفاوضات التي ستجرى مع قطاع الشمال بخصوص منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق نرى ضرورة مشاركة القوى السياسية فيها لإعطائها الصبغة القومية وحتى لا يحمل المؤتمر الوطني أو قطاع الشمال الآخر بالتسبب في إفشال المفاوضات.
فجنوب كردفان والنيل الأزرق نرى ضرورة التفاوض لإيجاد حلول لمشاكلهما من أجل مواطن المنطقتين .. فما زالت أحداث أبو كرشولا وأم روابة حاضرة في الأذهان فلا نريد لها أن تتكرر وما يصرف في المجهود الحربي يجب أن يذهب للتنمية وإذا كانت الجبهة الثورية أو قطاع الشمال أو الحركات المسلحة بمسمياتها المختلفة تعمل من أجل المواطن فإننا في حزب الوطن نناشدها بالجنوح للحوار السلمي فيكفي الوطن ما يعانيه. والحال ينسحب على قضايا دارفور بأعجل ما يكون ونرى ضرورة مشاركة القوى السياسية في الحل حتى لا تدعي الأطراف المختلفة سواء كانت الحكومة أو الحركات المسلحة بعدم المصداقية في تنفيذ ما اتفق عليه وليكن الحل قومياً..
السودان وجنوب السودان :
ويضيف قائلاً:
إن قضية السلام أمر يهمنا ليس داخل السودان بل حتى في دولة جنوب السودان الشقيقة ، فما حدث فيها شيء مؤسف وله تأثيره على السودان بكل تأكيد والسودان في تقديرنا هو الجهة الوحيدة القادرة على التأثير للوصول للحل السلمي.
المبادئ لا تتغير بتغيير الاسم :
* سألته في ختام الحوار : كيف يوفق حزبكم بين أهدافه الخاصة ورؤى التحالف الوطني للتغير الذي أنتم جزء منه ؟
- أجاب قائلاً:
صحيح أن حزب الوطن عضو في التحالف الوطني للتغير وانضوائه تحت هذا التحالف لا يمنع من الإدلاء بآرائه بصورة مستقلة في بعض القضايا والشؤون العامة.
والانتقاد الذي وجه للتحالف بتغيير اسمه من تحالف القوى الإسلامية والوطنية فإن تغيير الاسم لا يغير المبادئ التي اتفقت عليها الأحزاب كما إن تعديل الاسم وافقت عليه معظم الأحزاب المنضوية تحت التحالف والأمر في النهاية شورى بين الأعضاء.


أدوات الاستفهام في لغة الهوسا kayen tambaya da yaren Hausa

en Ha